من أجل الدفاع عن القدس
على طريق القدس.. سقط الشهداء.. وعلى أعتاب القدس سالت الدماء، وقُدّمت التضحيات.. وفي شوارعها المعبدة بالألم تقدم أناس حملوا هموم المدينة، وقدموا من العطاء ما ينوب عن أمم غابت، فلم تحافظ على السلام في مدينة السلام.
واليوم تعيش القدس في رحى المحن، رحى الاحتلال الذي أخذ على عاتقه مهمة تطويبها إرثا خالصا للدين اليهودي دون غيره من الديانتين الإسلامية والمسيحية.. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، قام الاحتلال بهدم البيوت وطرد سكانها، ونزع أفئدة البشر بنزع هوياتهم، وغيّر هوية الحجر من خلال عمليات الحفر الممنهج تحت كل بناء غير يهودي، بهدف كتابة تاريخ جديد للمدينة يستثني كل ما هو غير يهودي.
ومنذ اليوم الأول لسقوط القدس وآثام الغاصبين تتكاثر، وجرائر المعتدين المحتلين تثقل كواهل الناس العاديين من سكان المدينة المقدسة، حتى اضطر بعضهم لدفع حياته ثمنا، وأحيانا دفعوا كل ما يمتلكونه من حطام الدنيا .. وهو قليل.. وبعضهم ركل أموال المحتلين بقدمه حين جاءته تسعى تساومه عن بيته، وعن هويته، وتاريخه.
في العام 2008 تجسدت لحظة المدينة في امرأة، حملت من آلام المحتلين حملا ثقيلا، وحملت من شجاعة المدينة الشيء الكثير، حتى أنها رفضت ملايين دولارات المحتلين ثمنا لبيتها الكائن في مدينة القدس، ولما لم تنفع دولارات المحتلين لجأ المستوطنون الغاصبون إلى الاستيلاء بالقوة على منزل أم كامل الكرد، وقذفوا بها وبزوجها المريض إلى الشارع، مما أدى لاستشهاده.
إن الهيئة الإعلامية العالمية من أجل الدفاع عن القدس لتتوقف بكل الاعتزاز والإجلال عند أقدام هذه المرأة، التي رسمت بموقفها وشجاعتها أسمى معاني التضحية الإنسانية والإيثار، من أجل أن تبقى مدينة القدس لأهلها الشرعيين من مسلمين ومسيحيين.
وإن الهيئة الإعلامية العالمية من أجل الدفاع عن القدس لتتشرف بتقديم وسام الشجاعة لعام 2008 من أجل الدفاع عن القدس لأم كامل الكرد، تقديرا من الهيئة لدورها في الحفاظ على الوجه الإنساني والحضاري الجميل للقدس مدينة السلام.
مع القدس على موعد بإذن الله