[ماذا ستفعل لو ولدت فلسطينياً وتم إغتصاب أرضك لأكثر من 60 عاماً؟
بقلم عمار عوفي
خاصةً الزعماء الإسرائيليون الذين يتسابقون على قمع الفلسطينيين. قبل عدة سنوات قرأت ما كتبه موشي ديان (وزير دفاع إسرائيلي سابق) تأبيناً لصديق له قتله فلسطينياً في إحدى الكيبوتزات الموجودة في جنوب إسرائيل عام 1955:
"في هذ اليوم يجب علينا أن لا نوجه أصابع الإتهام للقتلة. أنا أقول: ما هي أعذارنا لمُسببات هذه الكراهية الشرسة ضدنا؟ لقد مضى ثماني سنين وهم في مخيمات غزة وأمام أعينهم نفلح أراضيهم التي سكنها أجدادهم.
علينا أن نطلب دم هذا الإسرائيلي ليس من العرب الذين قتلوه ولكن من أنفسنا ..... اليوم يجب أن يكون يوم الحساب: نحن جيل من المستوطنيين، ومن دون الخوذة الفولاذية والمدفع، لن نكون قادرين على زرع شجرة أو بناء منزل .... دعونا أن لا نخشى الكراهية التي تستهلك حياة مئات الآلاف من العرب الفلسطينيين الموجودين حولنا والذين ينتظرون لحظة الإنتقام." (الجدار الحديدي، صفحة 101)
وبطريقة مماثلة أجاب وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك عندما سُئل سؤالاً مُشابهاً:
"لو كنت فلسطينياً في سن الرشد، لوجدت أنه من المنطقي في نهاية المطاف الإنضمام لإحدى المنظمات الإرهابية." (مقابلة مع جدعون لفي في آذار 1998)
يؤمن الأمريكيون أيماناً قاطعاً بحق الدفاع عن النفس وهذا بالنسبة لهم حق مقدس ونصه واضح في الدستور. فكأمريكي أعيش في شيكاغو يحق لي الدفاع عن بيتي وعائلتي حتى ولو أدى ذلك بجرح أو قتل المعتدي. لكن هذا الحق يسقط إذا دافعت عن بيتي المغتصب في فلسطين مما يجعلني "إرهابياً" بنظر الكثير في العالم الغربي. هنا يجب الإشارة بأنه عندما يقوم الفلسطينون في غزة الصمود بقصف جنوب إسرائيل بالصواريخ، فإنهم يقصفون قراهم ومدنهم التي إغتصبها يهود هاجروا حديثاً بسبب معاداة أوروبا للسامية أو بسبب المحرقة النازية التي حلت بيهود أوروبا.
بعد قرائتي السيرة الذاتية للكثير من الزعماء الإسرائيليين وجدت أن هنالك الكثير من التعاطف والتفهم المُستتر لتجربة الشعب الفلسطيني. هذا التفهم دليل بأن هذا الصراع ليس فقط صراع إستعماري على الأرض الفلسطينية، وانما هو أيضاً صراع على الهوية المرتبطة بالأرض. فمُعظم الأسرائيليون واليهود يعلمون في قرارة أنفسهم بأن الرواية الصهيونية هي رواية كاذبة، ولكن لأن وجود إسرائيل كان مشروطاً بإغتصاب الحقوق الوطنية والمدنية للشعب الفلسطيني، وجد الكثير من قادتهم أنه من الضروري الإستمرار بشكل ممنهج ومتواصل بحرمان الفلسطينيين من حقوقهم الوطنية. فشعور الإسرائيليين بإنعدام الأمان يتزايد كلما يتشبث الفلسطينيون بهويتهم خاصةً من خلال مقاومة الإحتلال الأسرائيلي وتمسكهم بحق العودة. فترسيخ الفلسطينيين لهويتهم المرتبطة بالأرض المغتصبة هو أكبر خطر على المخطط الصهيوني لأنه يقول للصهيوني بأن هذا الصراع صراع أجيال ولن يحسم بمعركة أو إثنتين.
الرجاء مشاركة هذا البريد مع كل صديق وقريب، ولكم منا جزيل الشكر، والله الموفق.
روابط ذات صلة
الفلسطيني لا يحق له الدفاع عن نفسه، ويحق له الموت بصمت فقط!
لماذا يقاوم الفلسطينيون من أجل حقوقهم؟
لماذا غزة الصمود باتت تهدد البعض؟
اليهودي الأسبرطي