السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
من المُسَلَّم به أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقم الدين بمفرده ، ولم يحارب الكفار لوحده ، ولم ينشر الدين في ربوع الأرض لوحده ، ولم يحفظ الدين عبر القرون لوحده ، بل أيده الله بنصره وبالمؤمنين ، وقيض له رجال من خيرة رجال الأرض ، رجال يليقوا بصحبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ فجعلهم الله أنصاره وأصهاره وأحبابه ورفاق دربه ، فأثنى الله عليهم لما بذلوه من مهج ودماء وأموال وبنين في سبيل الله ، كما أثنى عليهم نبيه خير ثناء ، ولا يقول غير ذلك إلا رجل مكابر أو متعصب أو مقلد غبي أو ضال .
وشاء الله أن يأتي أناس بعدهم بهتوهم وافتروا عليهم وانتقصوهم وكذبوا على لسانهم ، وسبُّوهم ، ولم يكتفوا بذلك ؛ بل وصل بهم الأمر إلى أن كفروهم ـ والعياذ بالله ـ ولم يكتفوا بذلك ، بل وصل الأمر ببعضهم إلى أن جعلوهم أكفر من إبليس ومن اليهود والنصارى والمجوس وسائر المشركين .
وإليكم بعض أقوال علماء أهل السنة والجماعة وحكمهم على من سب أو كفر بعض أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قال الإمام مالك ـ رحمه الله ـ : ( إنما هؤلاء أقوام أردوا القدح في النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في أصحابه ، حتى يقال عن النبي رجل سوء ، ولو كان صالحاً لكان أصحابه صالحين ) .
انظر : رسالة في "حكم سب الصحابة " ص 46 ، و الصارم المسلول ص 580 و اعتقاد أهل السنة في الصحابة ص 67.
وقال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ : (إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام ) . انظر : ( البداية والنهاية : 8/142 ، والمسائل والرسائل المروية عن أحمد في العقيدة للأحمدي : 2 / 363 ، دار
وقال أبو زرعة الرازي ـ رحمه الله ـ : ( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن الرسول عندنا حق ، والقرآن حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة ) .
انظر : الكفاية ، للخطيب البغدادي : ص 97 ،والعواصم من القواصم ، أبو بكر ابن العربي ، تحقيق، محب الدين الخطيب : ص 34 .
وقال أبو نعيم في الإمامة : ( فلا يتبع هفوات أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وزللهم ويحفظ عليهم ما يكون منهم في حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في الدين ) .
انظر : الإمامة لأبي نعيم : ص 344 .
وقال أيضاً ـ رحمه الله : ( لا يبسط رجل في الصحابة إلا من سوء طويته في النبي ـ صلى الله عليه وسلم والإسلام والمسلمين ) .
انظر : الإمامة لأبي نعيم : ص 376 .
أين أنتم يا دعاة التقريب في أقوال أسلافكم ؟؟؟؟؟؟؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم، ص590: من سبهم ـ أي الصحابة ـ سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم، مثل وصف بعضهم بالبخل، أو الجبن، أو قلة العلم، أو عدم الزهد ونحو ذلك، فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير، ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك، وعلى هذا يُحمل
كلام من لم يكفرهم من أهل العلم.
وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد الرسول عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفراً، أو أنهم فسّقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره؛ لأنه كذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عليهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وان هذه الآية التي هي: كنتم خير أمة أخرجت للناس وخيرها هو القرن الأول، وكان عامتهم كفاراً أو فساقاً، ومضمون أن هذه الأمة شر الأمم، وأنم سابقي هذه الأمم هم شرارها، وكفر هذا مما يُعلم بالاضطرار من دين الإسلام ا- هـ.
وقال القاضي عياض في الشفا 2/610: وكذلك نقطع بتكفير كل قائل قولاً يتوصل به إلى تضليل الأمة، وتكفير الصحابة، فهؤلاء كفروا من وجوه؛ لأنهم أبطلوا الشريعة بأسرها، إذ انقطع نقلها ونقل القرآن، إذ ناقلوه كفرة على زعمهم ا- هـ.
قال الأوزاعي رحمه الله : من شتم أبا بكرالصديق رضي الله عنه فقد ارتد عن دينه وأباح دمه .توفي سنة 157 الشرح لابن بطّه .
قال مالك بن أنس رحمه الله الذي يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له سهم أو قال نصيب في الإسلام توفي سنة 179هـ . الشرح لابن بطه .
قال سفيان بن عيينه رحمه الله : لا يغلَّ قلب أحد على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كان قلبه على المسلمين أغل . توفي سنة 198هـ . الشرح لابن بطه .
وقال محمد بن يوسف الفريابي رحمه الله : وسأله رجل عمن شتم أبو بكر قال : كافر , قال : فيصلى عليه ؟قال لا. السنة للخلال
قال بشر بن الحارث رحمه الله : من شتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :فهو كافر وإن صام وصلى وزعم أنه من المسلمين . الشرح لابن بطّة .
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمه الله : سألت أبي عن رجل شتم رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال ماأراه على الإسلام .السنة للخلال .
قال أبو بكر المروذي – رحمه الله -: سألت أبا عبدالله أحمد بن حنبل رحمه الله عن من يشتم أبابكر وعمر وعائشة قال: ماأراه على الإسلام . السنة للخلال .
قال أحمد بن حنبل رحمه الله : من شتم أخاف عليه الكفر ... ,ثم قال :من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون مرق عن الدين . توفي 241.السنه للخلال .