أصدقاء ...... لا اعرفهم
كنا اصدقاء منذ صبانا ، لهونا سويا حزنا سويا وفرحنا سويا ، ليسوا من موطني لكنهم من ديني ورفقاء غربتي أحببتهم كثيرا فأحبوني .... لم يفرقنا شيئا منذ الصغر وعهدنا بعضنا على ان لا نفترق ، حتى جاءا الارهاب ليضرب مدينتنا فسار احدهم الى أهله ولم أره والأخر ذهب لزيارة وطنه فبقيت وحيدا ..... نبأ توقيع اتفاقية اوسلو ... العودة والوطن حلمي يتحقق .... وقفت للحظة ... اين رفاقي ؟؟ .... هل ارحل دون ان أودعهم فكنت بين خيارين الوطن او الأصدقاء ........تركنا بعضنا على أمل اللقاء ثانية .... في وطني عرفت اصدقائي الجدد وفي ثانويتي جمعتني بهم اجمل الايام فدرسنا سويا وعشنا ايام بناء الوطن بعد العودة ..... وانتهت ايام الثانوية فعدت الى غربتي التي فيها جامعتي فبحث عن اصدقائي القدامى وجدت احدهم ... ابكينا الجامعة باجتماعنا وبحرقة أحضاننا ...... الأخر أين ؟؟؟ عرفت انه قضى فقد كان يعاني من مرض في القلب ...........قضيت ما تبقى لي من ايام في الجامعة وتعرفت على رفاق غربتي الجدد أحببتهم كثيرا كان كل له توجهه وانتماءه الا ان غربتنا جمعتنا قسمنا الخبز واللبن .... طهونا سويا ودرسنا ...... عشنا شح المال فعلى بعض ملنا ...... ايام لا تنسى ..... عدنا الى الوطن .... تلاشت روابطنا مزقتنا انتماءاتنا ومصالحنا وحياتنا ..... والأصعب خيانة عشرتنا فمنهم من هاجر ونكرها أما الآخرين فمنهم من استشهد فلم يعش ما تبقى منها .... لملمت جراحي تانية .... وذهبت ابحث في الطرقات عن أصدقاء جدد ..... نظرت من حولي .... اني وحيدا .... لمن اشكي ... لمن احكي .... لمن ابكي .... لمن افرح .... لقد كبرت لم يبقى احد من زمني .... اني اعيش في زمن غير الزمن .... أدركت أن الوحدة ليست بفقدان الأهل بل بفقدان الأصدقاء ....... قلت في نفسي لم يبقى لي عمر لأعرف أصدقاءا جدد ..... رثيت نفسي ورثيت الزمن الجميل ..... وبكيت أيام جمعتنا لكن أدركت أنها كالحلم البخيل الذي ينتهي فينزع أجمل لحظاتنا .....نعم إني الآن وحيدا آخر صديق وقع في حادث اليم ودخل في غيبوبة ..... قد يكون هو الشاهد الأخير على أيامنا الجميلة ......فأخذت عهدا أن لا أصحاب أحدا .... كي لا احزن إن فارقني وكي لا ابكي إن خانني ولا اذكره إن نساني ولا اظلمه إن هجرني ولا افرح ان زارني لان حلمي ينتهي بوداعه .... نعم كم انا حزين لم يبقى لي احد ............. عرفت الكثير والان لا اعرف احد ..... اين هم ابحث عن وجوههم ضاعت ملامحهم في طرقات وفي غربات ومع الأموات .............. سأظل اذكرهم من رفيقي حتى خائنهم وداعا ايها الغرباء الاصدقاء ..