الأحبـة الكـرام
إليكـم أروع قصـة حُـب فى الإسـلام
فهـذا هـو القبـووووول
مع أجمـل قصـة حُـب .. في عهـد الرسـول !!!
رحلـت زينب بنت رسول الله
منذ خمسة عشر قرناً من الزمااان
فارقت الدنيا بعد أن خلفت لنا أطيب الذكريات
وتركت لنا أرق الكلمات وأنبل الحكايات ؛ وأجمل الروايات
وضربت أبلغ المثل فى صدق الإيمان ووفـاء الزوجـات المسلمـات
عندما بلغت زينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سن الزواج طلبتها خالتها هاله بنت خويلد أخت ام المؤمنين خديجه لابنها أبي العاص بن الربيع وكانت الموافقه وكان الرضا من الجميع ؛ وزُفت زينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى أبي العاص ومضت السيده خديجـة إلى العروسين المتحابين تبارك لهما ؛ وخلعت قلادتها لتجعلها في عنق زينب هدية العروس ؛ وكان ذلك قبل أن ينزل الوحي على أبيها محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ولما أشرقت الأرض بنور ربها آمنت زينب فيمن آمن ؛ ولكن زوجها أبا العاص لم يكن من السهل عليه أن يخلع دينه !
وأحس كلا الزوجين أن قوة أقوى من حبهما تحاول أن تفرق بينهما
أما هو فقد أعلن التمرد والعصيان .. وقال لها
لن ينال مما بيننا يازينب أن تكوني على دينك وأثبت على ديني
وأما هـي فقالـت . . .
قليلاً ياصاحبي .. لستُ حلأ لك وأنت على ذلك الدين ؛ فأسلمني إلى أبي
أو أسلم معي .. لن تكون زينب لك بعد اليوم إلا أن تؤمن بما آمنت
وتمر الأيام على هذا الوضع بعد هجرة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إلى المدينة وتسير قريش إلى بدر لحرب الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ويسير فيهم أبوالعاص بن الربيع لا ليعلن إسلامه ولكن ليحارب الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في جيش المشركين ؛ ويتأزم الموقف حين يقع أبو العاص أسيراً في يد المسلمين عند الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بالمدينة وتبعث قريش في فداء أسراها وتبعث زينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مالاً وقلادة لتفتدي أسيرها أبا العاص
ويرى الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم )
القلادة فيرقّ لها قلبه رقة شديدة .. ويقول . . .
إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها ؛ وتردوا عليها الذي لها فافعلوا
فقالوا .. نعم .. نفعل يارسول الله ؛ فأطلقوه ؛ وردوا عليها قلادتها ومالها
وهنا يأخذ الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وعداً من أبي العاص بأن يُخلي سبيل زينب ويُعيدها إليه بالمدينة ؛ وعاد أبو العاص إلى مكة ؛ وفي نفسه صورة أكثر إشراقاً لهذه الزوجة الكريمه الوفيه ؛ ولكنه عاد ؛ لا ليشكر لها صنيعها بل ليقول لها .. عودي إلى أبيكِ يازينب ؛ وفاءً بما أخذ عليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من عهد بأن يدعها تسير إليه ؛ وخنقته العبره فما استطاع أن يتمالك نفسه ؛ ولا أن يشيعها إلى أطراف البادية حيث كان في انتظارها خارج مكة زيد بن حارثة ورجل من الأنصار ! ومضى يقول لأخيه كنانة بن الربيع .. ياأخي إنك لتعلم موضعها من نفسي ؛ فما أحبّ أن لي امرأه من قريش غيرها ؛ وإنك لتعلم ألا طاقة لي بأن أفارقها ؛ فاصحبها عني إلى طرف البادية حيث ينتظر رسولا محمد ؛ وأرفق بها في السفر ؛ وارعها رعاية الحرمات ؛ ولو نثرت عليها كنانتك ( أي لا تدخر جهداً حتى آخر سهم ) لا يرنو منها رجل حتى تصل المدينة
فلما فرغت من جهازها قدّم لها حموها كنانة بن الربيع بعيراً فركبته وأخذ قوسه وكنانته ثم خرج بها نهاراً وهي في هودج لها يقود بعيرها . ولكن هل تتركها قريش بعد هزيمتها في بدر تخرج على مرأى ومسمع من الناس ؟! لأ ثم لأ !! فلقد تحدث رجال من قريش بذلك فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذي طُوى ؛ فكان أول من سبق إليها هبّار ابن الأسود بن المطلب فروعّها بالرمح وهي في هودجها وكانت حاملاً فلما رجعت طرحت مافي بطنها
وهنا يتصدى حموها .. أخو زوجها كنانة بن الربيع لهؤلاء المعتدين قائلأ والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهماً فانفض الناس عنه وأتاه أبوسفيان في جماعة من قريش فقال .. أيها الرجل ؛ كف عنا نبلك حتى نكلمك فكف فأقبل أبو سفيان حتى اقترب منه وقال إنك لم تصب ؛ خرجت بالمرأة على رؤوس الرجال علانية من بين أظهرنا ؛ إن ذلك عن ذل أصابنا في بدر ؛ لعمري مالنا حاجة في حبسها عن أبيها ؛ ومالنا في ذلك من ثؤرة ولكن أرجع المرأة
ولما هدأ الصوت خرج بها ليلأ حتى أسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه فقدما بها على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وافترق الزوجان ؛ فلا سبيل إلى لقاء ؛ فهي قد أصبحت في دار أبيها بالمدينة وأقام أبوالعاص بمكة شريداً مبلبل الفكر جريح الفؤاد ؛ ومضت سنوات وسنوات ؛ ويخرج أبوالعاص في تجارة له إلىالشام ؛ وفي طريق العودة تلقاه سرّية لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فتصيب مامعه من أموال ولكنه يفلت من أيديهم ؛ لقد فقد ماله ومال الناس ولا سبيل إلا أن يرد الأمانات إلى أهلها ؛ فماذا يفعل ؟؟
لقد تذكر زينب التي بادلته الحب والوفاء ؛ فدخل المدينة ليلاً وطلب منها أن تجيره وتعينه على رد ماله فأجارته ؛ وأصبح الناس يسعون إلى المسجد ؛ وكبر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وكبّر المسلمون معه ؛ وإذا صوت يهتف من وراء جدار .. أيها الناس ؛ إني قد أجرت العاص بن الربيع فهو في حمايتي وأمني ؛ وكانت زينب بنت رسول الله هي التي تهتف !! وفرغ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من صلاته فأقبل على الناس فقال
أيها الناس هل سمعتم ماسمعت ؟؟ إنه يجير على المسلمين أدناهم
ثم دخل على ابنته فحدثها وحدثته وأوصاها قائلأ .. أي بُنيه أكرمي مثواه
ولا يخلص إليكِ فإنكِ لا تحلين له مادام مشركاً
وأكبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن يرى في ابنته هذا الوفاء لزوجها الذي فارقته لأمر الله وقطعت مابينه وبينها من شهوات النفس لأمر الله ؛ ونال من نفس النبي الكريم ماسمع وماعلم فأضمر في نفسه رجاء إلى الله ؛ ثم بعث ( صلى الله عليه وسلم ) إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص فقال .. إن هذا الرجل منا حيث علمتم ؛ وقد أصبتم له مالأ ؛ فإن تحسنوا إليه وتردوا عليه ماله ؛ فإنا نحب ذلك ! وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم ؛ فأنتم أحق به .. قالـوا .. بل نرده عليـه .. وقال نفرمنهم .. ياأبا العاص ؛ هل لك أن تُسلم وتأخذ هذه الأموال فإنها أموال المشركين .. فقال .. بئس ماأبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي !!!
فردوا إليه ماله
كرامهً لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وإكبـاراً لزينب
وعاد أبو العاص إلى مكه بماله ومال الناس ؛ ونفسه تفيض بمشاعر شتى وبين عينيه صورة لا تفارقه ؛ فلما أدى لكل ذي مال ماله وقف ثم قال .. يامعشر قريش ؛ هل بقى لأحد منكم عندي مال ؟ قالوا .. لأ جزاك الله خيراً قد وجدناك وفياً كريماً .. قال .. فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ؛ والله مامنعنى من الإسلام عنده إلا تخوّفي أن يظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم ؛ فلما أداها الله إليكم وفرغت منها ؛ أسلمت ثم خرج من مكه إلى المدينة مهاجراً
وتلاقى الزوجان المتحابان مرةً ثانيةً بعد فراق طويل
ولكن الزوجة الوفية كانت قد أدت واجبها وفرغت من دنياهـا
حين هـدت الرجل الذي أحبتـه ووفت له بمقدار ماأحبها ووفى لهـا
فما مضى زمان بعد هذا اللقـاء حتى كانت قد استوفت أنفاسهـا على الأرض
وتوفيـت زينـب سنـة ثمـان للهجـرة
فحزن عليها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حزنـاً عظيمـاً
وفارقـت الدنيـا بعد أن تركت لنـا
أجمـل دقـة قلـب .. وأروع قصـة حُـب